الأحد، نوفمبر ٠٥، ٢٠٠٦





أجدني في واقع الأمر منشغلا كثيراً بهذا الوطن الذي لم يكتب له من قرون عديده أن يعيش مواطنيه حياةً كريمه كما حث عليها الإسلام وكل الديانات في الحقيقة .. ليس فقط الحضارة الغربيه .
علي أي حال ... ليس هذا عيبا من وجهة نظري ان انشغل بوطني .. مصر .. وليس الحزب الوطني ، الذي أجدني علي خلاف الكثيرين مشفقا عليه مما آل اليه وما ستئول اليه احواله لانني اري مستقبلا غير سعيد لهذا الفكر الديكتاتوري الا التحلل والانزواء كما علمنا التاريخ ... الا انني اليوم لم اكن اريد الحديث عن الحزب الوطني ومشاكله ولكني يشغلني امر اخر ...
اندهشت كثيرا في الفترة الاخيرة من حجم الاحداث التي اري فيها كثيرا من ملامح المرحله الحاليه التي تمر بها مصر في منذ عدة عقود ، حدثت اشياء كثيرة في الفترة القليله السابقة ... الا انني لن اتحدث عنها كلها ولكن بعضها واهمها :


ــــ البرنامج .... نعم البرنامج ... ليس تليفزيونيا ... بل هو سينمائيا في الحقيقه ... انه البرنامج النووي المصري الذي ظهر فجأه انه الملاذ الوحيد والحل الذهبي لأزمة الطاقه المصريه التي تتظرنا بعد فترة من الزمن ... ليس في البرنامج النووي المصري عيبا لا سمح الله .. ولكنه توقيت الاعلان عن هذا البرنامج الذي طرح في عقول الكثيرين تساؤلات عنيفه حول هدف اختيار هذا التوقيت ومدلوله ، قرات مقالا بجريدة الحياه اللندنيه ... تتحدث عن توازنات معينه في المنطقه أدت بالولايات المتحدة الامريكية للبحث عن شريك شرق اوسطي له ثقل اقليمي وعلاقات قويه علي دول المنطقه لاحداث شكل من اشكال التوازن في مواجهة الخطر الايراني عي المنطقه ، لا يشغلني كثيرا ذلك التوازن اذا كان مصريا خالصا ونابعا من ارادة مصريه مبنيه علي تحقيق مصالح مصريه بحته ، ولكن ما آلمني في الواقع هو مدي الضعف الذي وصلت اليه السياسه الخارجيه المصريه والثقل المصري الاقليمي الي الحد الذي أدي الي ان نكون مجرد اداه يعبث بها الامريكيون لتحقيق اهدافهم .


ــــ ماحدث في العيد في قلب القاهرة وامام سينمات مصر العريقه التي شهدت فنا يفخر به ليس كل مصري .. بل وكل عربي .
هذا الانفلات وابطاله من الشباب المصري المنحل اخلاقيا ... والذي كان مظهره محاولة العبث ببناتنا واخواتنا ممن كتب لهم قدرا ان يمروا من اما هذا المشهد ... لا أراه في واقع الأمر الا نتاجا وشاهدا ، نتاجا لكل السياسات الخاطئه علي مختلف المسارات ( الإقتصاديه ـــ الإجتماعيه ـــ السياسيه ـــ .....) داخل مصر في العقود القليله الماضيه
اليس هؤلاء الشباب هم من يجب ان يبنوا الحضارة المصريه .. ان جاز لنا استخدام هذا النعبير .... اليسوا هم من يجب ان يعملوا ليغيروا شكل الحياه في مصر الفترة المقبله ...
انا استطيع ان اري الان مستقبلا لبلد هؤلاء شبابه ... اعتقد انه ليس مشرقا علي الاطلاق
هؤلاء الشباب العاطلين عن العمل ، او اللذين يعملوا باجور زهيده لا تكفي ثمن " أكرة" باب في شقه من المفترض ان يؤسسها لحياة زوجية مفترض ان يصل لها كل انسان ... سوي ... عامل ... منتج
هذا الانفلات الذي لم يكن هناك من يردعه والذي حدث في شكل مسلسل علي حلقتين في يومين متتاليين .. لم يجد من قوات الامن من يوقفه .. لابد انهم كانوا مشغولين بمطاردة الاخوان المسلمين .. والنشطاء السياسسيين ... ونشطاء حقوق الانسان الذين ليس لهم ذنب سوي انهم يكشفون عورات هذا النظام المتهالك
اعزائي رجال الامن .. ليس هذا دوركم ... دوركم هو الحفاظ علي امن المواطن المصري البسيط الذي يشكل 90% من سكان مصر ، وليس الحفاظ علي أمن نظام بطله شخص واحد او شخصين او حتي ثلاثه

ـــ تعديل المادة 76 من الدستور والتي تحدد طريقة انتخاب رئيس الجمهورية في مصر كان املا لكل مفكر ومثقف ومواطن مصري شريف ، ولكن عندما "وافق" الرئيس المصري علي تعديلها لم يفرح الناس .... وأدهشني ذلك قليلا ؟؟؟!!
الا انني لم افرح مثل كل الناس والسبب بلا جدال هي تلك الطريقه التي تدار بها الامور في مصر ... طريقة الولايه التي عفا عليها الزمن ... لا نريد أحدا وليا علينا يختار بالنيابه عننا ويغير في الدستور كل يوم وفقا لمصالحه الشخصية سواء بالنسبه للرئيس او لخليفته ، مسألة ان مصر كلها باحزابها ومؤسساتها و 76 مليون مواطن مصري تختزل ارادتهم في شخص واحد فقط ـ بغض النظر عن ماهية هذا الشخص ــ هو امر مخزي بلا شك لا يغيره الا الاعتراض بشتي اشكاله حتي اذا وصل ذلك الي حد العصيان المدني الذي تحدث عنه هذا الرجل الشريف د / أحمد كمال ابو المجد نائب رئيس المجلس القومي لحقوق الانسان ، علي هذا الشعب ان يتحرك .... ان يثبت للتاريخ انه يستحق حياةً افضل ونظاما افضل والا فلا جديد ومن اعمالكم سلط عليكم ...
ما قصدته من سرد تلك الاحداث الثلاثه ليس تكرار ما مللنا سماعه ... ولكن تصور لفشل النظام المصري
داخليا - الانفلات الامني في قلب العاصمه
خارجيا - التبعيه المخزيه للأرادة الامريكية
سياسيا - حكم الفرد الواحد لا ينتج الا فسادا
ولكي الله يا مصر يا حمالة الاسيه
وللحديث بقيه .... ان كان في العمر بقيه

0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية